Rechercher dans ce blog

dimanche 10 mars 2013

من كتاب النومنسية والحب في الزمن الأغبر

مازال بداخلها طفل لم يكبر ، لم تستوعب بعد انّها تجاوزت مرحلة الطفولة وأن ذلك الشّاب الذي في إنتظارها قد نالت منه السنين فهو بجسده النّحيل يجرّ بداخله شيخا بطيء الحركة قليل الكلام كثير التّذمر ، وفي عقله ألف سؤال .. كيف لإمرأة أن تكبر؟ لماذا يطالبها بأن تكبر؟ وهي كلّما تأنقت بدت أبرأ وأصغر ، كيف تكبر ؟ وهي من قالت له يوما " ولا تنسى أن تُذكرني دائما أنني طفلتك "
لعلّه يريدها أن تكبر في حبّها وإشتياقها وإستعابها لجنونه ؟ تمتم ببضع كلمات، لم يقدر إخفاء غضبه و عصبيته ، فقد خَبِرته وخَبِرت ضيقه وفرحه وحزنه ، بادرها بسؤال " العادة " : أين كنت ؟ فقالت : إنّه أمر خاصّ .
-هل لي أن احزر ؟
-بالتأكيد، إن شئت طبعا!
-كنتِ في عناق مع السماء !
-لم افهم قصدك !؟
أراد ان يحاورها أكثر ، لكن موجة الغضب العارم أفقدت السّفينة ،التّي طالما رست على شواطئها توازنها ، ظهرت عصبيتها وهي تودعه، فجمتلها المليئة بالأخطاء الإملائية كشفتها ، فقد كتبتها وهي لا تكاد ترى أو تميّز الحروف وإصطفافها ..  
أخذ من غرفته الصغيرة ركنا هو ليس بغريب عنه فهناك يعالج مشاكله بمفرده !! صوت من أعماقه يناديه بخجل او هكذا بدا له .. " عبثا أحاول إستحضارك والتفكير فيك وأجهد مخيلتي المتواضعة ، ففتائلك التي غرست إلهامها في أحرفي ماعدت أعرف سبيلا لإشعالها " .
صوت عذب ينبثق من المذياع، سكن اليل، راودته نفس الفكرة اللعينة، لعلها ساعة الرحيل، تذكر الحذاء الأسود ذو العلبة الصفراء ، حيث كتب عليها ستندم يوما وتصفع نفسك به لرحيلك.. نامت المدينة ، هو ، يبحث عن وعده لها بان لا يغيب.. وغاب .
كان إنتقاله للمدينة كالموت عند الفجر، ألقى نظرة على منزلها، وفي الحد الفاصل بين الضعف والقوة حسم الأمر وأطلق قلبه للحزن.. لم يستطع نسيانها، ليس لإنّها الشّخص الذي لا يُنسى، بل لإنّه أسكنها أماكن ضعفه وزرع عرشها في وجدانه..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire