رؤية من الداخل

الثورة تأتي بالتغير والتغير الجذري فهي ثورة على السائد و المعتاد و تغيّر في الثائرين أنفسهم فإن لم يتغيروا لمّا ثاروا
فالثورة ليست هي مسألة الخروج للشارع و أن تقاتل البوليس بحرارة و ليست المشاركة في المسيرات و الهتاف بالشعارات الرنانة . ان تكون ثوريا ان تعيش في فكرك ، في حياتك كلها ، في وجدانك قاعدة الثورة و هي المبادئ والقيم التي نادت بها الثورة هي التغير في معاملاتنا مع بعضنا البعض، هي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ،هي أن يعطف الغني علي الفقير ، هي أن يحترم الصغير الكبير، هي يقدر الرجل المرأة حق قدرها ، هي أن تقدر المرأة الرجل حق قدره ،هي أن نقول لبعضنا كلمات المحبة ،هي مجتمع إنساني يليق بالإنسان ،هي أن نتعايش مع بعضنا ، هي العدل ، هي الحقوق و الواجبات ، هي الأخوة ، هي الحرية ٠
ثورتنا ليست كلمات عابرة ندعها تعيش بشكل منقطع عن الجذور و لكن ثورتنا تغير واقع و تغير إنسان و تغير حاضر ليتحرك المستقبل من خطوات التغير٠
تبدأ الثورة في نفسك أنت فهل تغيرت ؟ هل ثورت على كل رواسب الديكتاتورية في أعماقك، تبدأ الثورة في فكرك فهل ثورت على الطفيليات الفكرية في عقلك ؟ تبدأ الثورة بتغيرك أنت ، و تغيّر أخلاقك و تغيّر أهدافك و تغيّر عقليّتك البالية ٠
تبدأ الثورة حين تثور على كل نقاط الضعف و النقاط السلبية التي تتحرك في مشاعرك و أحاسيسك لتكون مشاعرك ثورية و أفكارك ثورية ٠
ثم تبدأ الثورة " ثورة أتت من داخل أعماقك ،ثورة ولدت معك ، ثورة آمنت بها " على الواقع ؛ وقعك أنت ، لتكون بذلك رجل الثورة و إنسان الثورة و الإبن الشرعي للثورة٠
لتكون انت الواقع ، لتكون أنت واقع الناس من حولك و ليكون هناك شعب الثورة ٠